الجمعة، 28 أكتوبر 2016

الحـــب اللإلَهي..

#اغابي ( الحب الإلـــٰهي )


حسناً, لنتحدث قليلاً عن شعورٍ يتحدث اللغة الكونيه، ليس بصورته المبتذله التي حاول البعض عكسها, و لكن بمنظور مختلف قليلاً؛ عله ينقذ من فقد الإيمان بوجوده.
الحب حسب تفسيري البسيط: ليس شعور يمكن تناقله بين المجموعات. فلو سألتني: صفِ لي الحب؟ سيكون وقع سؤالك : صفِ لي الجمال؟ مرئي و محسوس،  لكن مهما ساعدتنا الحروف، لن يبلغ الوصف كمال الرؤيا, كما لن يبلغ وصف الحب كمال الشعور.
الحب في أصدق حالاته هو هبة. ليس ذلك الحب الغريزي او ( ايروس ) كما اسماه بتروس في  رواية ( حاج كومبوستيلا ) بل هو من عطايا الرب، هو منحه يجب ان نشكر عليها، لا ان نتضجر من عذابها. فالنار تدفئ و تضيئ، لكن انت من اخترتَ ان تحترق.
الحب يا صديقي هو ان تُقــدّر رفيقك الذي بجانبك, و ان ترى الجمال بداخله يوماً بعد يوم، ليس بالضروره ان يكون بشراً، نعم. فالحب الإلـٰهي علمنا ان نستشعره في كل شئ: النجوم، الشجر، الرمل، حتى في تلك الصخور التي تفتقر ادنى اسباب الحياه، فبحكم حالنا كبشر, نحتاج ان نتجرّع الجمال من كل مكان و في اي زمان، فنحن من نختار الجمال ) أوليس كذلك يا رفيقي؟الحب هو قارب النجاة من قسوة الدهر الى طيب الحياة, من ظلمة الظلم، الى نور الأمل، من غَرَقِ التشتت، الى شاطئ الصمود.
الحب هو التقبل الكلي و التسليم الأوحد للقدر, هو الايمان الكامل بأن الكون كله يتطاوع معك, حتى و ان ابدى عكس ذلك فمن حين الى آخر، لابد من اظهار بعض الوجوه المظلمه حتى نُدرك عظمة النور.
الحب هو الادراك فوق الحسي  لما يجري حولنا. هو التماس الوجود في اصغر مقومات الحياة. هو ادراك الجبروتيه في صرخة طفل حديث الولاده. هو التسليم المُطلق بوجود القوه العليا, ولو كان متمثلاً في ومضة ضوء؛ فومضة الضوء من الأرض, هي انفجار نجم في السماء!
الحب هو الصمت عند حضرته. نصمت كما نصمت امام البحر - هو على درجة من الاتساع تجعلنا نستصغر الكلمات عنده -.
الحب هو ذلك الشعور في حضرة اللاشعور..هو التردد و لكنه الثبات، هو الخوف و لكنه الطمأنينه، هو بالذات النكران و لكنه يُجسّد الوجود.
حب البشر على وجه الخصوص, هو الاكثر تعقيداً، لكنه الاغنى معنىً. هو في الغالب الأكثر عذاباً، لكنه الاعمق أثراً.
يبلغ الحـب كماله: عندما نتوقف عن طرح اسبابه و نلهث نحو تفسيره. قال بالو كويلو " انـنا نُحــب لأننا نحـب ليـس هنالك ايُّ سبـبٍ للحــب "
فلنتجنب  الاسباب و لنأخذ بالمسببات, فهنالك من يحتاجك، انت بالذات, بتجسدك فقط. فقد اضطرب معك احساسه, و تسارعت نبضاته و تداخلت كلماته و .... مهلاً...يا لسخرية القدر!! هأنذا اتكلم عن صورة الحب المبتذل بالذات! و لكن من يعلم, قد يكون المبتذل في بعض الاحيان هو حقاً الأقرب الى الواقع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق